بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
حينما يريد أحدنا أن يشتري طعاماً يجهد في أن يكون ذلك الطعام مغطى حتى لا يكون عرضة للعفن
وعندما نذهب إلى بائع المجوهرات نلمح صناديق ذات ألوان زاهية قد حفظ فيها ذلك الصائغ المجوهرات لكي تبقى ثمينة
هكذا هي المرأة أراد الله لها أن تُحفظ من العفن الخٌلقي فصانها عن أعين الأجانب لتبقى جميلة زاهية ينتفع بها من أرادها الله أن تكون له سكناً طيباً وزوجة صالحة ووعاءا زكياً لذريته ومدرسة يتعلم فيها الأجيال صفات الكمال وينهل فيها فنون وزينة المعارف
وأرادها الله أن تكون جوهرة ثمينة فسترها عن الأعين التي تبخسها قيمتها لتجعلها سلعة رخيصة تُعرض ولا تُشترى لتكن فرجة للناظر ولعبة في يد الفاجر
لذا أوجب الله عليها الحجاب الحافظ لها من الفساد والصائن لها من أن تداس أو تدنس لأنها سر الحياة وجمالها وأم الأجيال ومدرستها ، ولها الأثر البالغ في صلاح المجتمع ورقي الأوطان ، فهي نصف المجتمع وهي الشريان النابض الموصل الغذاء إلى الأجنة وهي تسبح في رحمها وهي المرضع التي يتزود من صدرها الرضع من الأطفال ، وهي الأم التي على عاتقها تتربى الأمم وهي الزوجة التي اختيرت لتكون فراشاً مباركاً يأوي إليه الرجل ليمُتع نفسه ويريح جسده بعد عناء دام ساعات
فلو لم تكن قد تهيأت لتحمل هذه المسئوليات بالتزام العفاف وامتثال أمر العزيز الحكيم بأن تُدني عليها من جلبابها لتستر به مفاتنها ، لما عرفت كيف تصون نفسها وتحفظ زوجها وتُربي أبناءها وتُخرج جيلاً طيباً يعمر الأرض ويعبد الحق ويزهد عن المحرمات
ومن أراد البرهان فلينظر ببصيرته إلى المرأة المؤمنة الفيفة الشريفة التي لم تُظهر مفاتنها لتعرضها على الأجانب من الرجال بل تجلببت بجلبابها وسترت مفاتنها وحافظت على نفسها وليتمعن في تربيتها وليتفكر في الجيل الذي تخرج من مدرستها وليقارن بينه وبين ذلك الجيل المنحل والذي تخرج من مدرسة الفجور والبغي وتربى في حجور مدنسة بمفاتن عارية تميل إلى حيث يجرها الشيطان مُنغمسة في الرذيلة تائهة في الظلام لاتهتدي سبيلاً طيباً ولا تعرف رباً خالقاً ، ومن ثَم يُحلل بفكرِ راقي وعقلِ سليم فما عسى أن تكون نتائج تحليله
الأمر بين ولا لبس فيه حيث سيجد النتائج الإيجابية قد حملها ذلك الجيل الذي تربى في الحجور الطيبة ، وسيتبين له سلبية النتائج التي قد حملها ذلك الجيل الذي تربى في حجور العواهر
ورضع من أثداء الباغيات ونشأ في بيوت العاريات الكاسيات
اللواتي رمين بحجابهن وتحللن عن مبادئهن وتبعن شيطانهن فسلكن بالجيل مسالك الهلاك
وقبل الختام سأنقل هذه القصة والتي تبين أهمية الحجاب للمرأة وكيف أنه يصونها من العفن ويجعلها ذات قيمة تفوق بكثير القيمة التي تحملها المرأة الغير متحجبة فإليكموها
ذات مره سأل يهودي رجل مسلم :
لماذا تحجبون نساءكم وتغطون مفاتنهم..؟؟
أمسك المسلم علبة حلوى ونزع الغلاف عن إثنتين وترك الباقي مغلفا وقال لليهودي : أي قطعة تريد..؟؟
أجابه : طبعاً المغلفة .. لأنها أنقى وأنظف وأحب للنفس ....
فقال المسلم : هل عرفتالآن لماذا تتحجب نسائنا..؟؟